أنا متعبة ..

أنا متعبة ..
بل مرهقة ..
يكاد قلبي يتوقف عن الخفقان ..
أتعلم ..؟
ان صعود أعلى الجبال أقل وطأة مما أنا فيه الآن ..
أليس هنالك من متنفس ..؟
ويلي مما يتوعدني اياه هذا القدر ..!
قدر مجنون قد اندفع متناثرا يسبق خطاي المتثاقلة في بحر المجهول ..
تراني أقدم خطوة و أتراجع عشرا ..
ترى .. ماذا أفعل ..؟
الى أين المفر من هذا القدر المصر ..؟
أليس هنالك من طوق نجاة يستميلني الى اليابسة..؟
حتى ولو كان حبل مشنقة يشنقني منتشلا اياي من بحر ظلمات قد طال فيه عومي..؟
و أنا أكاد أغرق و أغرق..
تعبت من العوم سنين طويلة ..
أكاد أشل من التعب ..
و ها أنذا أبحث عن سبب ..
لينقذني و يوصلني الى أرب ..
قد أصبح صوت البحر في أذني مملا ..
و ما عدت أجده ضربا من الطرب ..
حلفت أن أحطم كل محارة اقتنيتها في غرفتي ..
كي لا أستعيد بها صوت البحر الذي طالما <كنت> أحب ..
أكرهك ..
أتدري لماذا ..؟
لن أخبرك ..!
كي أعذبك ..!
ابتعد عني أيها البحر أنت ميت في قلبي لا محالة ..
قد أحببتك في السابق و لكن ..
ها أنت الآن تحاول تكرارا أن تغدر بي .. تغرقني .. تسحبني الى القاع ..
تريدني أن أكون نسيا منسيا ..
مستمتعا و عيناي تنطقان يأسا على يأس..
لا ..
ما تعودت أبدا أن أموت و أمحى من ذاكرة البشر ..
قد أصبحت عدوي اللدود ..
و ها أنذا سأمسكك بالجرم المشهود ..
و سأكون عليك من أول الشهود ..
على طغيانك .. على هذيانك .. على غرورك ..
سأستمد من خيوط شمسي خيطا ذهبيا دافئا ..
سأقيدك به ..
و سأبخر بدفئه برودتك الطاغية على كل موجة عاتية ..
نعم .. شمس الحقيقة منجاتي ..
سأنجو و سأغدو الأقوى ..
و سأعلو كرسي القاضي و سأحكم عليك بالاعدام ..
نعم .. لطالما لمحت في قعرك نظرات الأسى و التوسل من من هم قد ذاقوا مرارة جبروتك ..
و مرارة الغرق في مياهك ..
يتوسلون أن اثأر لهم منك ..
و ها أنا و قد وعدت و نفذت الوعد ..
فمت أيها البحر الغادر و تبخر سحابا يغادرنا الى الأفق البعيد ..