حلم الكفن الأبيض...

لا أعلم ماذا حدث في أمي لحظة !
لا أعلم ماذا دهاني !
أمي ترفض أن أحقق حلمي و أمنيتي
لا تريد أن أفتح لها الموضوع بتاتاً

أما أنا فأخذت أتوسل لأمي .. مستبشرة بإنها سوف توافق
ولكني أعود خائبة و اليأس عنوان وجهي بعد أن رفضت أن تنصت لي لكل مرة

أنها مجرد أمنية
أريد أن أحققها

لماذا ترفض أمي أن أكون متطوعه بالدخول إلى " غرفة غسيل الموتى "

هذي هي أمنيتي التي أطلبها من الله أن يحققها
و ان يرق قلب أمي و توافق

فلا شئ يشعر القلب بالخشوع و الخضوع عند الله
سوى الوقوف عند الموت
أمام جسد مسجى ينساب فوقه الماء بلا حراك

آآآهـ من الدنيـــــا
و الحياة الفانيــــــــــة

أن هذي الحياة مجرد محطة فيها لهو و لعب
و اين نحنا من دار الخلود
دار الآخرة

ماذا عملنــا من حسنات و سيئــــــــــــــات
إين نحنا من قربنا لله

أنها لعنـــــــــــة الدنيـا
قد ألهت بني أدام كثييير
و قد أحاطت به الشهوات و المنكرات
و طمست أعينه بملذات و الممتعات

و انسته حب الله و عشق القران

أمسكت بأمنيتي الصغيرة و وضعتها داخل قلبي
و انا أومن بإن الله سوف يحقق أمنتيتي أجلاً غير عاجلاً

مازلت أتذكر .. الأيام و الشهور و السنوات
و دخلت علينا دكتورة بجامعة الملك عبد العزيز

دكتورة فاطمة .. أنسانه ملتزمة و متدينه
و محبوبه عند الكــــــــــــل
كنت أدرس بقسم الشريعة الأسلامية
قالت لنا قبل أنتهاء المحاضرة : غدا سوف يكون درس عن
" طريقة تغسيل و تكفين الميت "
بقاعه أمسيتي .. فمن منكن تريد أن تتطوع لكي نطبق عليها هذا الدرس ؟


توقفت أبصار الفتيات
و جلت قلوبهم و توقفت عن النبض
كل فتاة ترفض بشدة و تعلن : ليس أنا ..بل إنتي
و لمــاذا أنا .. بل أنتي


أخذت الدكتورة تذكرهم بالأجر وراء التمثيل التطوعي
: أنه مجرد تمثيل ليس حقيقة
سوف تأخذن الأجر يافتيات من تردن القيام بالعمل

كنت جالسـة بأخر الصف
بتردد .. رفعت يدي وانا أستجمع قوتي و أهتف : أنا يادكتــــــورة فاطمـة
أنا سوف أقوم بأداء الـدور .. ماذا علي أن أفعل ؟؟؟


نظرت إلي بفخر و أجابت : سترتدين غدا الكفن الأبيض
و ستجدلي شعرك الطويل لثلاث جدائل

لقد تحقق حلمي .. أمنيتي التي طلبت من الله أن يحققها
و رفضت أمي أن تلبي حلمي
وهـا أنا الـإن لايفصل سـوى حلمي
فقط يوم واحـــد



كنت أتمنى أن أغسل الموتى
وهـا أنا أكفن بالكفن الأبيض



قد أتى المــــــــــــوعد
لا يفصل سوى دقائق معدودة

بدئت القاعة تكتض بالزائرات و الضيوف
صديقاتي و معلماتي و الدكاترة موجودات
أمي موجودة بينهم .. تراني بفخر وهي مفتخرة بشجاعتي

دق قلبي معلن بالخوف

أطفئت الأنــوار .. و بدأت الدكتـورة فاطمـة تشرح المحاضرة
و قالت بصوت حديثها : أبنتنا " ديمـا " سوف نتطبق عليها كيفية الكفن !!

كنت في الطاولة الخشبية
و تحتي الرداء الأبيض
و شعري مقسم لثلاثة جدائل

مغمضة العينين بالقوة لا أستطيع أن أفتحها

تخيلت بإنني سوف أكفن .. و لن يفتحو كفني للأبد
نزلت دمعتي على خدي بصمت .. و انا أتخيل ماذا قدمت للأخرة

تقدمن صديقاتي وهن يلفون على جسدي الأثواب الخمسة البيضاء

ربطــوني برقه.. لكنهم لم يحملوني

تأكدت وقتها أن روحي في جسدي لإني بقيت أستمع للمحاضرة بوسط شهقاتي

ثواني .. أنفتحت الأنوار .. وكشف الرداء عني

و سط تصفيق الضيوف .. و صرخات صديقاتي

وقفت و انا أسير على قدمي
وضعت يدي على صدري
:ااااااااه أنا أتنفس
الحمد الله



ركضت صديقاتي نحوي
و انا صامته لا أعلق على سؤالهن



: ماشعورك يا ديما ؟؟؟
: هل أحسستي بالخوف و الرهبة ؟؟؟
: إنتي شجاعة و قويه يا ديما؟
: تمثليلك كان رائع


لم أجب على سؤالهن .. كنت أريد أن أعيش أجواء روحانية
أريد أن يبقى قلبي على خشوع و خوف و انتظار الموت



" يا مقلب القلوب .. ثبت قلبي على دينك "

منقوووووول